إدارة الغضب

علوم لا توجد تعليقات

اذا كنت ترزح تحت الضغط في العمل أو في البيت، أو إن كنت تشعر بالإجهاد، فإنك قد تصل لمرحلةٍ جديدةٍ في فقدان سيطرتك على نفسك، مرحلة الغضب.

وقد تظن حين تغضب أن هذا سيساعدك على توضيح وجهة نظرك أو تفريغ بعض الضغط الذي تشعر به، لكنه ليس كذلك، فآثاره السيئة تبقى وتدوم بينما لا يبقى له أي أثرٍ إيجابي.

ما هو الغضب؟

الغضب ببساطة هو فقدان الاتزان وخروج الإنسان عن طوره، وهو شعورٌ طبيعي لديه، الغضب غير مرغوب ولاعقلاني في معظم من الأحيان، ويمر به الجميع من آن لآخر.

محفزات الغضب كثيرةٌ ومتنوعة، قد تتشابه أحياناً مع مسببات الإجهاد، من عدم السيطرة على الأحداث من حولك، وعدم وجود وقت كافي لأداء المهام المطلوبة منك، وغيرها من الأسباب، وقد يصبح عادةً على المدى الطويل إذا لم تتم إداراته والسيطرة عليه.

الغضب هو فقدانك السيطرة على نفسك، المصدر: pixabay

إدارة الغضب

هناك الكثير من الآليات التي يمكن استعمالها للتخلص من عادة الغضب، والتي تعتمد على محاولة إزالة الأسباب الرئيسية التي تؤدي إليه، سواء أكانت هذه الأسباب خارجية (الأحداث أو الاشخاص من حولك) أو داخلية (عدم رضاك عن نفسك أو عدم الثقة فيها).

وضع العالمان ريدفورد ويليامز (Redford Wiliams) وفيرجينا ويليماز (Virginia Wiliams) العديد من الآليات التي تمكنك من التحكم بشعور الغضب لديك، وذلك في كتابهما الأكثر مبيعاً في وقته “قتل الغضب” (Anger Kills)، من هذه الآليات:

الإقرار بوجود مشكلة

قد تواجه صعوبةً في محاولتك إخبار  زميلك في العمل بمشكلة الغضب المتكررة لديه، لأنه في غالب الحال سيغضب منك.

أكثر الخطوات أهمية في معالجة أي مشكلة هي الإقرار بوجودها، والإقرار بآثارها السيئة عليك.

اذا أخبرك زميلك أو صديقك أنك تعاني من مشكلةٍ ما حاول أن لا تنكر الأمر، خذ بعض الوقت في التفكير، حاول أن تكون موضوعياً وتحرى وجود هذه المشكلة من عدمها لديك.

إسأل شخصاً تثق برأيه وحكمته، اذا توصلت إلى أنك تعاني بالفعل من هذه المشكلة عليك حينها أن تبدأ بالبحث عن الحلول النافعة.

ما الذي يغضبك؟

بعد أن اكتشفت المشكلة لديك عليك أن تحدد أسبابها وجذورها، ما هي الأحداث التي تجعلك تغضب في العادة؟ من هم الأشخاص الذين يسببونه لك؟ وعندما تحدد جذور المشكلة فإنك ستصبح أقرب إلى معالجتها.

تواصل مع الآخرين

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ومع أن بعض الأشخاص المحيطين بك قد يكونون محفزاً لغضبك، إلا أن بعضهم الآخر قد يكون هو الحل لهذا الغضب.

أكثر من تواصلك مع الآخرين، استمع لهم بعناية، حاول أن ترى الأمور من زاوية نظرهم، هذا قد يساعدك على تقبلهم والتعاطف معهم.

اطلب النصح والدعم من الآخرين، عليك أيضاً أن تقدمهما حال استطاعتك، فالعلاقات الإنسانية قائمة على تبادل المشاعر والخبرات، اقترب من عائلتك وأصدقائك واقض مزيداً من الوقت الحر معهم، خارج المهام الاعتيادية والرتيبة.

تخلص من الغضب آنياً

هناك العديد من الآليات التي تمكنك من التخلص من غضبك حال حدوثه.

تنفس بعمق، عُد للعشرة أو العشرين قبل أن تجيب.

غادر المكان بدون رد، أجل الرد لوقتٍ تكون فيه هادئاً وسيكون ردك حينها أكثر عقلانيةً ورزانة.

من المفيد أيضاً أن تغير المكان الذي انت فيه، امشِ قليلاً، مارس بعض التمارين الرياضية، مارس هوايةً تحتاج بعض التركيز حتى تخرج من الجو المشحون والمتوتر.

فكر بالأمور بعقلانية، بعد أن تهدأ بالطبع، اعتذر للآخرين إن أخطأت بحقهم في فورة غضبك.

احرص على إبقاء علاقاتك مع من حولك جيدةً وطيبة.

انظر إلى الجانب “المضحك” من الأشياء

لا تنظر إلى الجانب المشرق هنا بل انظر إلى الجانب المضحك، حاول أن لا تأخذ الأمور بجدية مطلقة، كن مرناً في التعامل مع الآخرين، فكر في قرارة نفسك بنسخةٍ مبالغةٍ فيها من الحدث، ستجد نفسك تبتسم لسخافة تفكيرك، وقد يساعدك هذا على تفريغ غضبك بشكلٍ أقل صخباً.  

استرخِ

الغضب في نهاية الأمر هو شعور داخلي تطور ليصبح عاصفةً هوجاء، تستطيع التخلص منه اذا تعلمت كيف تخمده في قرارة نفسك،  تعلم كيف تسترخي في أوقات فراغك، احرص على وجود أوقات فراغٍ لك يومياً، هذا يساعد على التخلص من بعض الضغط المتراكم ويسمح لك بتهدئة اعصابك، الممارسات الصحية التي سبق ذكرها تساعد على الاسترخاء، احصل على قسط كافٍ من النوم واشرب كمياتٍ كافية من الماء.

كن متوازناً

لن تستطيع التعبير عن نفسك بوضوح اذا كنت غاضباً، هذا سيمنع الآخرين من تفهم وجهة نظرك، ولن تستطيع أيضاً أن تصل إلى وجهات نظرهم المخالفة لك.

كن واضحاً وصريحاً بما يتعلق باحتياجاتك وحدود التعامل معك، واحرص أيضاً على احترام حقوق وحاجات ورغبات الآخرين من حولك.

ثق بهم واستمع لهم، هذا سيجعلهم يثقون بك أيضاً.

ستجد حينها من يعينك حال خروجك عن طورك، وسيساعدك هؤلاء المقربون في استعادة توازنك وقد يلتمسون لك الأعذار أحياناً.

هذه الآليات دليلٌ عام تستطيع اتباعه إن كنت تشعر بالغضب بشكل متكرر.

لكن إن شعرت أن غضبك بدأ يؤثر بشكلٍ مبالغ فيه على حياتك وعلاقاتك مع الآخرين فعليك بالحصول على استشارة مناسبة من متخصصين.

توصية

وإن عشت السنين الطوال، ستظل حياتك قصيرة، إضاعة وقتك الثمين في الغضب على أمور لا تستحق لن يجلب لك سوى الشقاء والهم، وقد يكون سبباً في الأمراض الجسدية المزمنة كذلك.

ولن تجد لغضبك معنىً عندما تواجه شيئاً يستحق منك أن تغضب بالفعل.

في نهاية الأمر فإنك من تختار كيف تعيش حياتك، إن كنت ستقضي وقتك غاضباً فإنك ستفوت العديد من المناسبات السعيدة من حولك، سامح الآخرين وابنِ جسوراً للتواصل معهم، ثق بالله وبما كتبه لك وارضَ به تكن أسعد الناس. وتصالح مع نفسك أولاً وأخيراً.

المصادر

  • ما هو الغضب؟، تم استرجاع الرابط بتاريخ 12/12/2020
  • إدارة الغضب، استراتيجيات وليليام الثانا عشر للتحكم بالغضب، تم استرجاع الرابط بتاريخ 12/12/2020
  • إدارة الغضب، 10 نصائح للتحكم بمزاجك، تم استرجاع الرابط بتاريخ 12/12/2020

Loading

اترك تعليقاً