إدارة الضغط، الفرق بين الضغط والإجهاد

صحة لا توجد تعليقات

إدارة الضغط

تترافق حياة الإنسان مع كثير من الضغوطات، فطبيعتها تتطلب منا جهداً في التعامل مع مراحلها المختلفة، لذلك فإنه من المهم اكتساب مهارات إدارة الضغط للحفاظ على صحة الإنسان وسلامته النفسية والجسدية.

يقول الفيلسوف ثوماس كارليل: لا ضغط، لا جواهر. حيث أن المعادن النفيسة تتطلب ضغطاً وحرارةً عاليين لتتكون في باطن الأرض. لكن اذا زاد هذا الضغط عن حده المعقول فإن الإجهاد والاستنزاف سيكون تالياً.

هل الضغط إيجابي أو سلبي؟

وضع عديدٌ من العلماء نظريات مختلفة عن الضغط والإجهاد، منهم العالم هانز سايله (Hanz Selye) الذي رأى أن الضغط قد يكون له أثر إيجابي، لكن العديد من العلماء والباحثين بعده وضعوا أفكاراً مختلفة، حيث يرون أن آثار الضغط سلبية دائماً.

الفرق بين الضغط والإجهاد

يمكننا القول أن الضغط موجود في حياة كل إنسان، وجوده بنسبة معقولة يعد حافزاً للمضي قدماً وغيابه قد يؤدي إلى ركود الحياة والشعور بالملل، إذا زاد الضغط عن حده فإنه حينها يتحول إلى إجهاد يرهق كاهل الإنسان، وما بين الركود والإجهاد، هناك نسبة معينة للضغط تُعتبر النسبة المناسبة التي تستقيم بها الحياة. وهذه هي الفكرة الاساسية التي طورها العالمان روبرت ييركيس (Robert Yerkes) وجون دودسون (John Dodson) عام 1908 في نموذج (اليو المقلوبة)، وهو احد النماذج التي ترى أن الضغط يمكن أن يكون إيجابياً.

نموذج (اليو المقلوبة) (Inverted U) لقياس عتبة الضغط

لخص روبربت وجون نموذجهما بمنحنى يشبه شكله شكل حرف يو (U) باللغة الإنجليزية مقلوب لأسفل، المنطقة الأولى في المنحنى تمثل قلة الضغط في الحياة وأثرها في الاداء السيء للإنسان بسبب قلة الدافع والملل، تزداد كفاءة الأداء مع زيادة الضغط حتى النقطة المثالية (عتبة الضغط) ثم يبدأ المنحنى بالتناقص لأن الضغط يزيد عن قدرة الإنسان، فيصبح ضغطاً سلبياً (إجهاداً) وتقل كفاءة الشخص في عمله وتقل إنتاجيته.

هذا كله يتلخص حول القدرة والكفاءة في العمل، ناهيك عن آثار الضغط الزائد السلبية على صحة الشخص ومشاعره وتعامله مع الناس خارج العمل.

النموذج الذي وضعه العالمان روبرت يركييس وجون دودسون

إدارة الضغط

تختلف إدارة الضغط عن إدارة الإجهاد باعتبارها طرقاً وقائية للحيلولة دون الوصول إلى المراحل السلبية، من أول الأدلة التي تشيرإلى تخطي الإنسان لعتبة الضغط ودخوله في مرحلة الإجهاد هي عدم رضاه عن عمله بنسبة قليلة، وانخفاض طفيف في انتاجيته، سرعان ما يبدأ هذا الانخفاض بالتزايد بشكل متسارع. لذلك لا بد من المحافظة على مستوى الضغط المثالي للمحافظة على أعلى قدر ممكن من الكفاءة.

إليك بعض النصائح التي ستساعدك على المحافظة على كفاءتك في العمل عن طريق المحافظة على الضغط ضمن مستوياته الإيجابية:

اتبع أسلوب حياة صحي

من أولى النصائح التي ينصح بها الخبراء في شتى المجالات هي المحافظة على نظام حياة صحي. تمرن بشكل منتظم، اتبع حمية غذائية صحية، احصل على قدرٍ كافٍ من النوم، هذه الممارسات ستساعد على إبقاء ذهنك يقظاً، مما سيمكنك من إدارة المهمات اليومية بكفاءة أعلى.

ابقَ في القمة

لن تشعر بالإجهاد طالما أنت ممسكٌ بزمام الأمور، وستتمكن من ذلك اذا عملت على تطوير مهاراتك باستمرار، معظم الشركات المتوسطة والكبيرة توفر قسماً خاصاً للتدريب والتطوير، ابحث دائماً عما يفيدك من برامج تدريبية لديهم، وإن لم يكن في مؤسستك برامج تدريبية فإن شبكة الانترنت تعج بالبرامج المفيدة في مختلف المجالات.

قم بمتابعة الضغط الذي تمر به

توقع المشكلة جزءٌ مهم في تجنبها، استخدم نموذج يو-المقلوبة لتعرف في أي مرحلة أنت، مرحلة الكسل والخمول، المرحلة المثالية، أو مرحلة الإجهاد، اذا كنت في المرحلة الأولى فأنت بحاجة إلى مزيد من الضغط الإيجابي في حياتك، وهنا ستكون مستعداً لتعلم مهارة جديدة كما قلنا في النقطة السابقة.

اذا كنت في الجزء المثالي من المنحنى فإن كفائتك في أعلى مستوياتها، حافظ عليها واحرص على عدم زيادة الضغط الذي لديك.

وإن كنت مجهداً بالفعل عليك بإدارة الإجهاد الذي تتعرض له وحاول تخفيف آثاره عليك.

تحكم بنفسك

قد يكون الضغط خارجياً، عليك حينها محاولة تقليل مصادر الإجهاد التي تعاني منها، لكن جزءً كبيراً من الضغط السلبي يكون سببه طريقة تعاملك مع الأمور غير المتوقعة في حياتك، أو المهمات التي لا تحبذ القيام بها، لذا عليك ضبط مشاعرك، انظر للأمور من زاوية مختلفة، ومن المهم أن تعلم أن الإنسان لن يتطور طالما أنه لا يخرج من دائرة الأمان المحيطة به، حاول تجربة أمور جديدة وإن كانت مزعجة لك.

مهارات الذكاء العاطفي مهمة جداً في التعامل مع الأشياء من حولك، اعطِ كل شيء قدره ولا تطل التفكير بما لا طاقة لك به.

كن منظماً

قد تشعر في كثير من الأحيان أنك لا تعرف من أين تبداً، بسبب المهام التي تراكمت عليك، تنظيم المهام من الخطوات المهمة في تصفية الذهن، استعمل ورقةً وقلماً لترتيب المهام المطلوب إنجازها، وقسمها حسب أولويتها، وإن كنت ممن يحبون استخدام التكنولوجيا فإن هناك العديد من التطبيقات التي تساعدك على تنظيم المهام وإعطاء كل منها وقتها وجهدها المناسب. مثل تطبيقات المهام اليومية والدورية كنظام كانبان.

اطلب المساعدة

قد ترى بعض المهمات صعبةً وعسيرة التنفيذ، لكن عندما تستفسر من صديقك الخبير بهذه الأمور تجد أن تنفيذها صار أيسر، اطلب المساعدة من دائرة الدعم التي تحيط بك، مديرك في العمل، زملائك أصدقائك أو عائلتك، ألجأ إلى الخبراء حتى ولو لم تكن تعرفهم، ان استنفذت خياراتك ابحث في الشبكة العنكبوتية عن وسائل وطرق مختلفة.

توصية

يطول الكلام في الحديث عن الضغط والإجهاد، سواءً في مكان العمل أو البيت، لكن الأمر المشترك دائماً هو أنت، كيفية تفاعلك مع الأحداث من حولك ستحدد كل ما سيحدث تالياً، ثق بنفسك، والأهم أن تثق بما اختاره الله لك، وعود نفسك على طلب السعادة والاستقرار في مختلف الظروف.

المصادر

Loading

اترك تعليقاً