كيف تُحافظ على حماسك في العمل

مال وأعمال لا توجد تعليقات

يعاني كثير من الموظفين من الإجهاد في أماكن عملهم، لكثير من الأسباب. مما يؤدي إلى انخفاض المعنويات وفقد الحماسة، أحياناً قد يؤدي إلى تكاسل في أداء المهام المطلوبة وتأجيلها لآخر وقتها. وبعد قليل من الوقت، قد تشعر بالرغبة في الانفصال عن الواقع والابتعاد عن مكان العمل.

تشير دراسات قامت بها شركة “جالوب” المتخصصة في التوظيف أن هذا حال كثير من الموظفين في أماكن العمل، في الولايات المتحدة –على سبيل المثال- فإن ثلث الموظفين فقط يشعرون بالارتياح أثناء تأدية عملهم.

الرضى عن بيئة وزملاء العمل يساعد في تحسين الانتاجية وتقديم مزيد من الإبداع في العمل. لذا، وإن كنت من هذه الفئة من الموظفين، عليك أن تبذل جهدك لتستعيد حماسك وشغفك للعمل، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك على الخروج من هذا الحال.

يعاني كثير من الموظفين من عدم الراحة في مكان العمل، المصدر: pixabay

ابحث عن أصل المشكلة

اذا كنت لا تشعر بالرضى عن عملك، حان الوقت لتسأل نفسك عن السبب، لماذا لا تشعر بالارتياح؟

قد نعزو أسباب ذلك إلى كثير من الأشياء، مثلاً بيئة العمل رتيبة وتفتقر إلى التحدي، قد تكون حصلت على تقييم سيء، وفشلت في الحصول على الترقية بسبب ذلك، قد يكون دورك في العمل يزيد عن طاقتك الإنتاجية، وقد يكون خليطاً من هذا كله أو بعضه.

هناك العديد من الطرق تمكنك من الوصول إلى السبب الرئيسي لإجهادك، حسب تقسيم العالم كارل ألبريكت فإن الإجهاد قد يكون له 4 أسباب رئيسية، تعرف عليها وعلى سبل حلولها لتتمكن من تجاوز هذه العقبة، فمعرفة  المشكلة أول خطوات حلها.

عش لهدفٍ ومعنى

في أي مؤسسة تعمل في أي مجال، لا بد أن يكون لكل موظف هدفٌ من وجوده فيها، إذا كنت تشعر أن دورك الوظيفي لا يقدم شيئاً للمؤسسة فإن هذا قد يكون سبباً لفقدانك حماستك للعمل، لا بد أن تعمل لهدف يفيد المؤسسة ويساهم في بقاءها وتطورها، لكن الأهم من ذلك أن يساهم عملك الذي تقوم به بتحقيق أهدافك في الحياة، ولا بد أن يتوائم مع المعاني التي اخترتها لحياتك.

اذا شعرت أن هذا لا يتحقق في مكان عملك الحالي، حاول إعادة تقييم دورك في هذه المؤسسة، ابحث عن جوانب إيجابية تدفعك للاستمرار في العمل فيها، اذا لم تجد فابذل جهدك في إيجاد دور آخر –في نفس المؤسسة أو في غيرها- يساعدك على تحقيق أهدافك إلى جانب أهداف المؤسسة، ويتوافق مع قيم ومعاني الحياة التي تعتقد بها.

لا تَعلق في الروتين

قد يكون الروتين في بعض الأحيان مريحاً للنفس، النفس البشرية تأنس للراحة والثبات، لكن استمراره على المدى المتوسط يؤدي –بشكلٍ أو بآخر- إلى الخمول والكسل، هذا يؤدي إلى غياب الصورة الشاملة، هذه الصورة التي توضح الأهداف والقيم والمعاني التي تعمل على تحقيقها.

يمكنك معالجة الروتين بعدة طرق، ضع قائمة بأهدافك على المدى القصير والمتوسط والبعيد، واحرص على مراجعتها وتقييمها باستمرار، ابحث عن تحديات جديدة في المؤسسة، تعلم مهارة جديدة.

تقبل النقد البناء

تعد التغذية الراجعة من الوسائل المهمة التي تساعدك على تقييم أداءك بشكل موضوعي، اطلب من زملاؤك أو زبائنك الحصول على تغذية راجعة بشكل دوري، تقبل ملاحظاتهم واعمل على حلها.

 قد تواجه أحياناً بعض النقد الهدَّام، كن مستعداً لتقبله وتقييمه وإيجاد الحلول المناسبة له.

تواصل مع الآخرين

لن يخلو أي عمل في أي مكان من الحاجة إلى التواصل مع الآخرين، العلاقات الجيدة في مكان العمل من الأمور المهمة التي تساعدك على الارتياح في مكان عملك، تواصل مع الآخرين، طور مهارات الاتصال لديك، شارك في المناسبات الاجتماعية للمؤسسة أو لزملاء العمل، اسألهم عن حالهم واحرص على أن تستمع إليهم باهتمام، تعرف على أناس جدد وطور علاقاتك معهم.

اتبع الناجحين

التطلع إلى الأشخاص الناجحين عادةً موجودة عند معظم البشر، ليكن لديك مثلٌ أعلى، تستمد منه قيمك ومعاني حياتك، من المهم أيضاً أن تبحث عن الأشخاص المميزين في مجال عملك، استمع لآرائهم، تعلم منهم، إذا استطعت التواصل معهم اطلب نصيحتهم أو مشورتهم.

ليس شرطاً أن يكون من تتطلع إليه في نفس مجال تخصصك، قد يكون رياضياً متميزاً، أو اقتصادياً محنكاً.

طور نفسك

البقاء على نفس الحال يضعف الهمم، وكما قلنا فإن محاولة تغيير الروتين من النقاط المهمة لاستعادة توازنك، وأكثر ما سيساعدك على هذا هو تعلم مهارات جديدة، هذه المهارات قد تكون مما يلزمك في العمل، أو قد تكون من هواياتك التي تمارسها خارج عملك.

من المبادئ الشائعة في الثقافة اليابانية مبدأ يسمى “كايزن“، تقوم الفكرة الأساسية لهذا المبدأ على التحسين البسيط المستمر (التًّغيير للأفضل)، العمل على تحسين شيء بسيط في روتينك بشكل يومي سيساعدك في المحافظة على همَّتك مرتفعة، وستلحظ التغيير الناتج بعد فترة من الزمن. ربما يساعدك نظام كانبان في متابعة عملك وتطوير قدراتك على إدارة المهام.

الحياة الصحية

صحة الجسم جزء أساسي من الصحة النفسية، هنالك الكثير من النصائح التي توجهك لحياة صحية، قد يكون من أهمها تناول وجبة إفطار غنية، ممارسة التمارين الرياضية، أو أحد الرِّياضات كالتنس أو كرة السَّلة وغيرها، وأخذ قسطٍ كافٍ من النوم. اجعل مكتبك أو المكان الذي تعمل به مريحاً.

قد تبدو هذه الممارسات أساسية في حياة أي شخص، لكن العمل المستمر قد يصيبك احياناً بالضياع وفقدان الاتزان وعدم قيامك ببعضها، احرص على هذه الممارسات الصحية وستكون عوناً لك في العودة إلى السباق.

كافىء نفسك

في النهاية، فإن المستفيد من أي عمل مُتقن هو أنت، وأنت أيضاً من ستأسف إن كان سيئاً، أتقن عملك دائماً، وكافىء نفسك عندما تنجز شيئاً، احرص على تقدير ذاتك ومكافأتها باستمرار، ولتكن المكافأة مناسبة لحجم الإنجاز.

مثلاً، كافىء نفسك بكوبٍ من قهوتك المفضلة إن أنجزت مهمة يومية، إن حققت إنجازاً كبيراً -على مستوى السنة مثلاً- كافىء نفسك بإجازة تمنحك بعض الراحة والسكينة.

توصية

أشكال الإجهاد وصوره وأسبابه كثيرة، لكن طرق علاجه والتخلص منه كثيرةٌ ومتوفرةٌ أيضاً، اسعَ دائماً إلى راحتك المعتمدة على الإنجازات الفعلية، لا تركن إلى الدعة والكسل، حياتنا تدور حول الجد والاجتهاد، فكن متميزاً.

المصادر

Loading

اترك تعليقاً