الميتافيرس والعالم الإفتراضي

تكنولوجيا المعلومات لا توجد تعليقات

مقدمة :

   أعلن مارك زوكربيرغ قبل عام ونصف تقريباً عن تغيير أسم شركة فيسبوك لميتافيرس أو إختصاراً “ميتا” وهذا رغبة منه بتغيير توجهات الشركة نحو العيش في عالم ثلاثي الأبعاد وتسهيل الحياة الأجتماعية والمادية على حد قوله ، ويعكس هذا التغيير توجه العالم ككل نحو هذه التكنولوجيا الإفتراضية ، تحدث زوكربيرغ عن التركيز على إستقطاب المبدعين في مجالات التكنولوجيا لتطوير عالم الميتافيرس بجعل العالم أقل إستهلاكاً للماديات أو المواد الملموسة مما يساهم في عمليات التسوق والشراء وحضور المناسبات الإجتماعية وغيرها من الأنشطة بشكل إفتراضي يشابه لحد كبير الواقع ، حيث سيعمل كل شيئ من حولنا بالتقنية ثلاثية الأبعاد ، سنتحدث في هذا المقال عن بدايات الميتافيرس أو العوالم الإفتراضية وكيف بدأت. 

عالم الميتافيرس بين الواقع والخيال يقوم بتشكيل واقع مختلط بين افتراضي ومُعزَّز.

بداية الإنترنت :

   صممت وزارة الدفاع الأمريكية عام 1969 شبكة حاسوبية أسمتها “Arpanet” وهي شبكة حاسوب لنقل البيانات باستخدام تقنية “تبديل الرزم” ، أقتصر أن إستخدام هذه الشبكة قد أقتصر على الجهات الحكومية أو العسكرية إلا أنه بمرور الوقت صارت في متناول الجميع حيث أستخدمت في الجامعات الأمريكية للأغراض الأكاديمية والبحثية لربط الجامعات والمؤسسات ، تطورت هذه التقنية الشبكية وصولاً لما ندعوها اليوم بالإنترنت ومع إحتياج البشرية الزائد للتكنولوجيا سيؤدي الترويج لفوائد تقنية الميتافيرس لزيادة الأبحاث والدراسات لتطوير هذه التقنية بشكل كبير للعيش في عالم إفتراضي مشابه لحد بعيد للواقع.

ظهور الميتافيرس “العالم ما وراء التقليدي” :

    يعرف الميتافيرس حسب وصف العديد من الخبراء بأنه : مساحة ثلاثية الأبعاد فردية وجماعية حيث يكون العالم في حالة إفتراضية ككل وغير مادية  وبالإنجليزية “metaverse” وهي كلمة من شقين “meta” أي ما وراء و”verse” العالم “ما وراء العالم” ، يدخل استخدام الميتافيرس في كثير من المجالات بدءً من التقنيات الرقمية كالإنترنت ويستخدم كذلك في الأفلام السينمائية ورغم أنه لا يوجد تاريخ معين لظهور تقنيات الميتافيرس لأنها ظلت محل تطوير ونقاش كبير خلال العقدين الماضيين إلا أن أول إستخدام لهذا المصطلح كان عام 1992 في رواية “تحطم الثلج” والتي كتبها نيل ستيفنسون حيث تدور أحداث الرواية عن تفاعل البشر كشخصيات خيالية في عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد ومر المصطلح بكثير من التعريفات والإستخدامات حيث إستخدم فعلياً عند في إصدارات العالم الإفتراضي  كمنصة “سكند لايف” وقام مطوري دي سي كوميكس بإطلاق المصطلح مؤخراً كتعريف للنسخ المركزية التي تؤثر على الواقع أو كمفهوم للتأثير على الإصدارات للخطوط الزمنية البديلة ، ووصولاً للألعاب الإلكترونية التي توفر مشاركة عشرات الملايين للألعاب عبر الإنترنت حيث يتم إستخدام تقنية مشابهة للميتافيرس والإختلاف فقط في أنه توفر حالات الوصول الدائمة ، ويتم إستخدام مفهوم الألعاب الإفتراضية لتمييزها عن الميتافيرس ، ويطلق المصطلح على العالم المستقبلي حيث يتوقع وصول العالم لمرحلة التواصل عن البعد وإتصال دائم حيث سنعيش في عالم من المحاكاة ثلاثية الأبعاد اللامركزية . 

الميتافيرس وألعاب الفيديو :

   لا أحد ينكر دور ألعاب الفيديو في تغيير مفهوم الطفولة بشكل كبير وقد تم مناقشة هذا الموضوع مع بداية دمج تقنية الميتافيرس في عالم ألعاب الفيديو حيث تم وصف العالم الإفتراضي بالعالم الثاني عام 2003 قد تم إطلاق رمز ثلاثي الأبعاد لوصف هذا العالم المدمج لكونه يدمج الكثير من الأشخاص بشكل إجتماعي ، ناقش الصحفي كليف طومسون دور هذه التقنية فيما يتعلق بعالم ألعاب الفيديو ، مثال لهذه الألعاب “ماين كرافت ، روبلوكس ، حتى تطورت لتضم ألعاب أخرى تلبية لمطالب المطورين مثل ألعاب) فورتانيت ، واكتيف وورد ، ذا بالاس وغيرها من الألعاب ثلاثية الأبعاد وقد لعب التسويق دوراً كبيراً في الترويج لها ، ولا ننكر مخاطر بعض هذه الألعاب على النشء والمراهقين تحديداً نظراً لما تحتويه من عنف مفرط أحياناً لا يناسب أعمارهم وسنتحدث بالتأكيد عن هذا الأمر في مقال أخر لتوضيح الصورة بشكل أكبر

خلاصة :

تعكس تقنية الميتافيرس التحول الرقمي والتكنولوجي للبشرية نحو تطوي العوالم الإفتراضية ولا نستطيع إنكار حقيقة أن للتقنيات والتكنولوجيا دور مهم في حياة الناس وكيف أن تطوير هذه التقنيات على مدى سنين طويلة قد ساهَ بشكل كبير في تسهيل الحياة إجتماعياً ومادياً كذلك نظراً لتركيز العالم على إيصال المعلومة للجميع عبر التعليم الأكاديمي والمهني مما حدا بكثير من الشركات لتطوير تقنيات أكثر مواكبة لمتطلبات العصر ، فما نحن بحاجة له حقاً هو مناقشة جادة لدراسة تأثير التكنولوجيا على حاضرنا ومستقبلنا ، سنتحدث في مقالات أخرى عن الكثير والكثير عن عالم الميتافيرس أو “العالم ما وراء التقليدي” 

الإنترنت كوسيلة ترفيهية أو تعليمية ليس بالأمر الجلل فالكثير من الناس يعتمدون عليه كوسيلة سهلة للوصول للمعرفة وحتى تطبيقات التواصل الإجتماعي حتى ولو كان إدمانها بالأمر الخطير إلا أنها ساعدت في سهولة التواصل مع الأخرين نسبة للتكلفة الضئيلة مقارنة بالمكالمات الهاتفية. 

المراجع :

   العالم ما وراء التقليدي “د. أشرف محمد زيدان ، د. سيف السويدي 2022. 

ArticleThe rise of the metaverse”  “.John B.     Sheldon”  2021

Loading

اترك تعليقاً