الشعبوية

ثقافة لا توجد تعليقات

مصطلح الشعبوية يشير إلى السياسة الفضفاضة التي تستخدم اللغة أو المنطق لتوجيه وتنظيم الجماهير ضد النُّخب. بدأت فكرة الشعبوية في أوروبا مع بدايات الثورة الفرنسية حيث تحدث عنها غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير 1895 وكما تحث عنها فرويد في كتابه الجماهير و علم النفس الشامل في العام 1919.

غوستاف لوبون

وقد أدى صعود الأحزاب المناهضة للمهاجرين والمعادية للديمقراطية في أوروبا، إلى جانب انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة وتصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى استخدام واسع النطاق لمصطلح “الشعوبية”.

و في هذا المقال، سنتناول ثلاثة مفارقات تستخدم فيها الشعبوية:

المفارقة الأولى: توصف الشعوبية عمومًا على أنها غير عقلانية وعاطفية وغير متسامحة لوجهات النظر المتعارضة معها، وهكذا دواليك. ومع ذلك، فإن أيقونة الشعوبية الرئيسية، هي أن النظام محكوم ضد العامة من الناس (الجماهير) ، هو الصحيح. وبعبارة أخرى، فإن الشعوبية أكثر عقلانية بكثير من الخطاب الليبرالي المهيمن الذي ما فتىء يتحدث عن – البراغماتية ، والتقشف ،”لا يوجد بديل” حتمية السوق، واقتصاديات جانب العرض، والاستثنائية الأمريكية ، وما شابه ذلك، لكن دون القيام بأي تغيير يذكر لمصلحة الجمهور.

المفارقة الثانية: الفكرة الشعبوية، وهي أن الثروة والسلطة قد احتكرتها أقلية، هي في الأساس فكرة يسارية. كان ماركس هو الذي أصر على أن التاريخ السابق بأكمله كان تاريخ الصراع الطبقي وأن التاريخ الحديث هو الصراع بين الرأسماليين والعمال. ومع ذلك، بينما توجد الشعوبية اليسارية – المصطلح الذي يطلق على بارني ساندرز (Bernie Sanders) ، وعلى حزب سريزا اليوناني. بالرغم من زعم الشعوبية عمومًا أنها تتجاوز التمييز بين اليسار واليمين لكنها في الواقع، كما هو الحال مع الزعماء الشعبويين، تميل عادة نحو اليمين.

المفارقة الثالثة: الشعوبية هي عبارة عن خطاب لزج يثير العواطف، ويحاول القضاء على الخلافات واستيعاب أكبر عدد ممكن من “الحماهير”. ولهذا السبب يوصي المنظر السياسي الأرجنتيني إرنستو لاكلو بأن الشعبوية بديل للطبقية. ومع ذلك، فإن هذا الخطاب الموِّحد، يصنعُ حدودًا أو اختلافات جديدة – جدار ضد المكسيك مثلاً.

يقول غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير: ” الشئ الذي يهيمن على روح الجماهير ليس الحاجه إلى الحريه و إنما إلى العبوديه. ذلك أن ظمأها للطاعه يجعلها تخضع غرائزياً لمن يعلن بأنه زعيمها”

فالزعماء الشعبويون في معظمهم ينتمون إلى النخبة السياسية ويميلون لليمين والتطرف أحيانا ومحاكات مشاعر الناس عبر إثراء الغضب وكره الأجانب واشعال النزعات العرقية أو القومية من أجل كسب طاعة الجماهير. يقوم الشعبويون بخلق أعداء وهميين أحياناً من أجل خلق حالة هلع جماهيري واستقطاب وتمسك بالقائد البطل الذي سيحارب هذا العدو وينتصر.

Loading

اترك تعليقاً