قوتك تكمن بداخلك

علوم لا توجد تعليقات

أن تكون إنساناً وسط كل هذا الضجيج الذي يمر بنا والتغيرات التي تطرأ على البشرية وأن تعيش حياتك وفق قواعد معينة يعني أنه يجب أن تراجع الكثير من قرارتك التي أضرت بك ولم تؤتي بثمار تحصدها ، العيش في هذا العالم حالياً يحتاج منك أن تفكر ملياً في كل شيئ لكي تخرج بقرار يريح نفسك وعقلك حتى لا تصاب بخيبة الأمل طوال حياتك، هذا يعني أنك ستمر بالكثير والكثير ولكل منا قدر مكتوب ولابد أن يمر كل منا بإختبار معين تتفاوت شدته من شخص لأخر حسب النصيب المسطور من أجلنا ، أن تختار ما تريد وما تود التخلي عنه يتطلب قراراً من داخلك وعلى قدر سهولة الأمر إلا أن صعوبته تكمن في أن تتغلب على الضعف الذي بداخلك تجاه الأشياء سواء كانت مادية أو حتى أشخاص يشكلون البيئة التي تحيط بك.

عش من أجل نفسك أولاً :

لماذا نعاني ولماذا نتألم من أجل أشياء لن تدوم؟ لماذا نعيش في دوامة من الحزن تجعلنا عالقين دون حراك وتقتل بداخلنا الشغف تجاه طموحاتنا وأحلامنا ، تخوض حرباً بداخلك لا راحة فيها من أجل الأخرين وتدمر صحتك وراحة بالك وتعيش وتموت وأنت لم تعش من أجل نفسك كأنك تضيئ الطريق للأخرين وتنسى نفسك فتظل بقية اليوم عاتباً أنك لا تشعر بالسعادة.
لو فكرت جيداً بينما أنت تستلقي على السرير ستجد أنك تكسر كل يوم جزءً بداخلك وأن من تعتقد أنه واجباً عليك لا يستحق منك كل هذا التعب ، حتى غضبك تجاه الكثير من الأمور ستجد أنه غير مبرر وأنك أفرغت الطاقة بداخلك كلها وصدقني حينها ستندم.

فن التخلي :

من المؤكد أنك قد عانيت مراراً وتكراراً من تصرفات الأخرين تجاهك وعانيت من تجاهل وإهمالهم لك ، في محيطك الكثير من أصدقاء المصالح أو من يعيشون من أجل جعلك تتألم بمعنى أوضح لا حياة لهم دون تعكير مزاجك ويشعرون بالسعادة لتدمير روحك ، فكر الأن وستجد الكثيرين منهم حولك وأسأل نفسك حينها لماذا لا تستطيع طردهم خارج حياتك للأبد؟ هل أنت أضعف من أن تتخذ القرار الحاسم بالتخلي عنهم؟ صدقني أن تحرق نفسك من أجلهم دون فائدة لأنه عند سقوطك لن تجدهم حولك وسيتركونك كما أنت محطماً بالكامل ، الإهمال شيئ قاسي من أشخاص كنت لتضحي بحياتك من أجلهم والتجاهل مؤلم والغدر مرير ونكران الجميل من قبل الأخرين يتسبب بالشرخ لقلبك ، إلى متى ستظل تعاني فأنت بإمكانك أن تعيش حياتك وفق ما تحب وبوسعك أن تختار من تريد في حياتك ومن لا تريد حتى وطالما أنت تتنفس فلم يفت الأوان بعد على أن تحقق ما تصبو إليه لكن عليك أن تختار البيئة التي تشكل دائرة حياتك وأطرد منها كل ما يؤذيك وشكلها بالشكل الذي يجعلك تطمئن أنك تنال الإحترام الذي تستحقه وتأكد أن ثقتك بنفسك تزداد كلما أخترت الطريق الصحيح.

لا تكن تابعاً تسير مع القطيع ولا تكن هيناً ليناً للحد الذي يجعل أحدهم يعاملك وكأنك مجرد أداة لتحقيق غاياته ، لا تخف من أن تغامر وتسير عكسهم طالما كنت تثق بأنك تمضي في الطريق الصحيح ، ولا تكن قاسياً للحد الذي يقتل إنسانيتك وفطرتك السويه بمعنى لا تكن مثلهم بل كن ذو قلب يقبل الحب ويكره الحقد قلباً قوياً مليئاً بالعزة والكرامة والثقة بالنفس لكن لا ترضى بالذلة والمهانة وعش مرفوع الرأس وأفرض على الجميع أن يحترموك ولا تعطي لأحدهم الفرصة أن يقلل من شأنك لأنه بإمكانك أن تحقق المستحيل ولا تستسلم للدنيا ومتاعبها وتأكد أن الله إذا وضعك في إختبار يعلم بأنك تستطيع تخطيه ويعطيك الفرصة كي تزداد نضجاً ووعياً وأن كل عقبة توضع أمامك ما هي إلا درجة في سلم الحياة عليك أن تتسلقه بكل همة لأن لا نجاح دون جهد وأنت من المؤكد تستطيع الوصول للقمة.

Loading

اترك تعليقاً