جوكتشه ادا

بُلدان ومدن لا توجد تعليقات

تعتبر جزيرة غوكجه أدا التركية محطة مميزة لركوب الأمواج والقوارب الشراعية وهي تقع في ولاية جنق قلعة التركية. بالإنجليزية (Imbros إمبروس).

وتعد الجزيرة التركية نقطة جذب لهواة ركوب الأمواج والقوارب الشراعية حول العالم، وذلك بفضل بيئتها الطبيعية، والرياح المناسبة لممارسي هذه الرياضة. بالإضافة لأسعارها المعقولة مقارنةً بالجزر اليونانية القريبة.

وتتميز الجزيرة الواقعة غربي تركيا، بأنها أكبر جزر البلاد بمساحة تبلغ 297 كم2، وتضمّ الكثير من الآثار الطبيعية والتاريخية وبعض الغابات. ووفقًا لإحصائيات عام 2016، يبلغ عدد سكان منطقة جزيرة جوكتشه ادا 8776 نسمة. أما مصدر الرزق الرئيسي للسكان فهو الصيد والسياحة.

وتستضيف الجزيرة سنوياً الهواة من إسطنبول، وأنقرة، وإزمير وبورصة، إضافة إلى السياح الأجانب القادمين من بلغاريا واليونان ورومانيا وبلجيكا وألمانيا.

ويقوم زوار الجزيرة بالتوجه إلى منطقة “أيدينجيك” والتخييم هناك حتى ساعات الصباح الباكر، ليباشروا بعدها ركوب الأمواج على طول سواحل “غوكجه أدا”.

وقال رئيس بلدية قضاء “غوكجه أدا”، أونال تشتين، إنه على الرغم من وجود العديد من المناطق المخصصة لركوب الأمواج والقوارب الشراعية داخل تركيا، إلا أن الظروف الطبيعية لـ”غوكجه أدا” واللازمة لممارسة هذه الرياضات، تعتبر الأفضل بين باقي المناطق الأخرى.

وشدد على أن “غوكجه أدا” ستتحول في المستقبل القريب، إلى مركز رئيسي لرياضة ركوب الأمواج، على مستوى عالمي، ولن تقتصر شهرتها على الداخل التركي فقط، على حد قوله.

بدوره، نوه فولكان غونال، صاحب إحدى معاهد تعليم رياضة ركوب الأمواج في “غوكجه أدا” بميزة الرياح اللازمة لممارسة هذه الرياضة والتي تتمتع بها الجزيرة، مؤكداً أنها تتوفر في الجزيرة طيلة 9 أشهر خلال العام.

ركوب الأمواج في الجزيرة

ولفت “غونال” إلى إمكانية ممارسة ما بين 700-800 شخص لرياضة ركوب الأمواج في آن واحد.

وبالإضافة إلى سواحلها الملائمة لممارسة رياضة ركوب الأمواج والقوارب الشراعية، تمتلك الجزيرة معالم طبيعية خلابة مثل الغابات والشلالات وأماكن للغوص.

العهد العثماني

بعد سقوط القسطنطينية عام 1453، غادرت القوات البيزنطية في جزيرة إمبروس “غوكجه أدا”. في أعقاب الانسحاب، ذهب مندوبون من الجزيرة إلى اسطنبول للقاء السلطان العثماني محمد الثاني (الفاتح) لمناقشة الشروط التي تسمح لهم بالعيش في وئام داخل الإمبراطورية العثمانية.

بعد أن أصبحت الجزيرة أرضًا عثمانية عام 1455 ، تم إدارتها من قبل العثمانيين والبندقيين (إمارة البندقية) في أوقات مختلفة.

الحرب العالمية الأولى

في عام 1915 غزت قوات بريطانية وفرنسية الجزيرة، حيث لعبت جزيرة غوكجه أدا دورًا مهمًا كنقطة انطلاق لقوة الاستكشاف المتوسطية المتحالفة، قبل وأثناء غزو شبه جزيرة جاليبولي. تم إنشاء مستشفى ميداني ومطار ومباني إدارية ومخازن في الجزيرة. على وجه الخصوص، تمركز العديد من جنود ANZAC (فيلق الجيش الأسترالي والنيوزيلندي) في جزيرة غوكجه أدا خلال حملة جاليبولي Gallipoli جناق قلعه، واستخدمت الجزيرة كقاعدة جوية وبحرية من قبل فيلق الجيش الأسترالي والنيوزيلندي والقوات البريطانية والفرنسية ضد تركيا. و كان على الجزيرة مقر الجنرال إيان هاميلتون. وقد انتصرت القوات العثمانية انتصاراً ساحقاً على هذه القوات وطردتها من الجزيرة.

بين تركيا واليونان

بين نوفمبر 1912 وسبتمبر 1923، كانت غوكجه أدا ، مع بوزجادا (تينيدوس)، تحت إدارة البحرية اليونانية. كانت كلتا الجزيرتين مأهولتين بأغلبية يونانية.

بدأت المفاوضات لإنهاء حرب البلقان في ديسمبر 1912 في لندن ، وكانت قضية جزر بحر إيجة إحدى المشكلات المستمرة. قسمت القضية القوى العظمى بين ألمانيا والنمسا والمجر وإيطاليا الداعمة للموقف العثماني من أجل عودة جميع جزر بحر إيجه، بينما دعمت بريطانيا وفرنسا الموقف اليوناني للسيطرة اليونانية على جميع جزر بحر إيجه. ومع سيطرة إيطاليا على الجزر الرئيسية في المنطقة، وصلت مفاوضات القوى الكبرى إلى طريق مسدود في لندن ولاحقًا في بوخارست. هددت رومانيا بعمل عسكري مع اليونانيين ضد العثمانيين من أجل إجراء المفاوضات في أثينا في نوفمبر 1913. في نهاية المطاف، ضغطت اليونان وبريطانيا العظمى على الألمان لدعم اتفاق يحتفظ فيه العثمانيون بتينيدوس وكاستيلوريزو وغوكجه أدا ويسيطر اليونانيون على جزر بحر إيجة الأخرى. وافق اليونانيون على الخطة بينما رفضت الإمبراطورية العثمانية التنازل عن جزر بحر إيجة الأخرى. لم يصمد هذا الاتفاق، لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى وحرب الاستقلال التركية وضع القضية جانباً.

في عام 1920، منحت معاهدة سيفر مع الإمبراطورية العثمانية المهزومة الجزيرة لليونان. تمت الإطاحه بالحكومة العثمانية في اسطنبول، التي وقعت على المعاهدة ولم تصدق عليها، من قبل الحكومة القومية التركية الجديدة بقيادة مصطفى كمال في أنقرة. بعد انتهاء الحرب اليونانية التركية بهزيمة اليونان في الأناضول، وسقوط لويد جورج وسياساته في الشرق الأوسط، وافقت القوى الغربية على معاهدة لوزان مع الجمهورية التركية الجديدة، في عام 1923. جعلت هذه المعاهدة الجزيرة جزءًا من تركيا الجديدة؛ لكنها وفي البند الرابع عشر من المعاهده ضمنت وضعًا إداريًا خاصًا للحكم الذاتي لـ غوكجه أدا وبوزجادا لاستيعاب اليونانيين، واستبعادهم من التبادل السكاني الذي جرى بين اليونان وتركيا، نظرًا لوجودهم هناك كأغلبية. نصت المادة 14 من المعاهدة على ضمانات محددة لحماية حقوق الأقليات من كلا الأمتين.

المراجع

Loading

اترك تعليقاً