الملكية الفكرية – التعريف والنشأة

مال وأعمال لا توجد تعليقات

تمهيد

قبل الحديث عن واقع الملكية الفكرية وآثارها الاقتصادية على قطاع تكنولوجيا المعلومات كان لا بد لنا من التعرف على مصطلح الملكية الفكرية، هذا المصطلح القديم فعلياً والحديث معرفة لدى الناس.  ظهر هذا المصطلح لأول مرة عام 1440 (ادريس، 2003، صفحة 3)، ومن ثم بدأ بالتطور بشكل كبير عبر السنوات، وبطرق مختلفة، منها تطور قانوني وتطور اقتصادي وتطور اجتماعي، وذلك مع التطور الكبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وإنشاء منظمة التجارة العالمية وما يتطلب ذلك من قوانين وإجراءات حتى الان، وعلى الرغم من ازدياد أهميته يوما بعد يوم، ما زال موضوع الملكية الفكرية كمفهوم أو كإطار قانوني منظم غير واضح ومعرف بالشكل الكافي في العديد من دول العالم الثالث، خاصة تلك التي لم تنضم بعد الى منظمة التجارة العالمية، لذلك كان لا بد من تسليط الضوء على هذا المصطلح من حيث نشأته وتطوره، تعريفه، الملكية الفكرية في الواقع الفلسطيني.

تعريف الملكية الفكرية

إن مصطلح الملكية الفكرية عبارة عن كلمة مركبة من شقين ولكل شق منهما معنى مختلف، فالأول يتعلق بالملكية (الملك)، والثاني يتعلق بالفكرية (الفكر) ومن هنا كان من الواجب تعريف كل كلمة على انفراد قبل تعريف المصطلح ككل.

فالملكية (الملك) في اللغة: يقال مَلَّكَه المالَ والمُلْك فهو مُمَلَّكٌ، والمَلْكُ ما ملكت اليد من مال وخَوَل، والمِلْـك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به، وأَمْلَكه الشيءَ ومَلَّكه إياه تَمْليكاً جعله مِلْكاً له.

 والملكية اصطلاحاً حسب رأي القانون: اختصاص بالشيء يمنع الغير منه، ويتيح لصاحبه حق التصرف فيه مباشرة إلا للسبب شرعي، ويظهر من التعريف أن الملك ما هو الا علاقة بين الإنسان والمال وما في صفته بأنواعه، كما يظهر ايضا من التعريف بأن الملكية حق من الحقوق ونوع من الاعتبار الشرعي ولا تعني مادة معينة، والحق نـوع مـن الاعتبار الشرعي لصاحبه، فلقد قرر فقهاء الشريعة بأنه يمكن للإنسان الاستفادة بالانتفاع مما بحوزته من الأشياء كما سمحت له الشريعة، كما عرف فقهاء القانون الملكية بأنها: حق لمالك الشيء المادي او المعنوي للانتفاع بما يملكه والتصرّف به بطريقـة مطلقة (شلش، 2007، صفحه 9).

والفكر لغة: هو “استخدام العقل في شيء معلوم بغية الوصول إلى معرفة المجهول”. بينما يعرّف التفكير على انه استخدام العقل لحل مشكلة ما، ويتبين من التعريفين بأن الفكر مصطلح أشمل من التفكير، وقد ورد مصطلح فكر في القران الكريم عدة مرات حيث يبين (معجم ألفاظ القرآن الكريم) الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة ان كلمة “فَكَّر” ورد مرة واحدة في القران الكريم “ إنه فَكَّر وقدَّر” آية 18 سورة المدثر، بينما “تتفكرون” ثلاث مرات، مثل “لعلكم تتفكرون” اية 19 سورة البقرة، وكلمة “تتفكروا” ذكرت أيضا مرة واحدة، مثل “ثم تتفكروا” آية 46 سورة سبأ، وكلمة “يتفكرون” إحدى عشرة مرة، مثل “ويتفكرون في خلق السماوات والأرض” آية 191 سورة آل عمران، وكلمة “يتفكروا” مرتين، مثل “أو لم يتفكروا” آية 184 سورة الأعراف (المعجم الوسيط، 1998).

أمَّا الفكر من الناحية الاصطِلاحيَّة: “إعمال الخاطر في الشيء”، فقد ورد عند الرَّاغب الأصفهاني بأنَّه: “قوَّة مطرقة للعلم إلى معلوم، وجوَلان تلك القوَّة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يمكن أن يُقال إلاَّ فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلْب”(ابن منظور، 2003).

وللإبداع أيضا عدة تعريفات فهو مصدر الفعل أبدع بمعنى أخترع أو ابتكر، ويعرف أيضا بانه إنتاج شيء جديد أو صياغة للعناصر الموجودة بصورة جديدة في أحد المجالات كالفنون والادب والعلوم (الأخضر، 2011، صفحة 30).

اما تعريف الذهن لغة فهو الفطنة والذكاء والقوة، واصطلاحا فان الذِّهْنُ في الاصطلاح العلمي: ما به الشعور بالظواهر النفسيّة المختلفة، ويطلق أيضًا على التفكير وقوانينه، أو مجرد الاستعداد للإِدراك (المعجم الوسيط، 1998).

هناك العديد من التعريفات لمصطلح الملكية الفكرية، فقد عرفه العديد من الكتاب والمشرعين كل حسب منظوره الخاص فمنهم من ارجعه الى الناحية القانونية ومنهم الى الناحية الشرعية ومنهم الى نواحي اخرى ولعل أبرز هذه التعريفات:

  • في البداية عرف شلش الملكية الفكرية على انها حصيلة ابداع البشر وما يصلون اليه من اختراعات، وبلفظ اخر الملكية الذهنية، لأنها ناتجة عن مجهود ذهني، مثل حق المؤلف نظير مجهوده في التأليف، والمخترع على جهده حتى وصل الى اختراعه، وكذلك التاجر فيما وصلت اليه علامته التجارية (شلش، 2007، صفحه 13).
  • اما الإدارة البريطانية للتنمية الدولية فتعرف حقوق الملكية الفكرية على انها حقوق يمنحها المجتمع الى الاشخاص او المؤسسات بصورة رئيسية لأعمالهم الابداعية كالاختراعات والمؤلفات الأدبية والاعمال الفنية والرموز والأسماء والصور والتصاميم المستخدمة في التجارة بشكل اساسي، فهي تمنح المبدع حقا في منع الآخرين من استعمال ما يملكه بصورة غير مسموح بها وبدون موافقة المالك لمدة محدودة من الوقت [1].
  • وتعرف المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) الملكية الفكرية على انها أفكار ابداعية ينتجها العقل البشري فهي مصنفات أدبية او فنية من رموز وأسماء وصور كما تشمل اللوحات الزيتية والمنحوتات والصور الشمسية والتصميمات العمرانية في البناء و الروايات والمسرحيات والقصائد الشعرية وما شابه ذلك، و تشير الويبو الى وجود ما يسمى بالحقوق المجاورة لحق المؤلف كحقوق فناني الأداء في أدائهم ومنتجي التسجيلات المرئية والصوتية في تسجيلاتهم ومنتجي ومحطات وهيئات البث في حفظ حقوق بثهم للبرامج الإذاعية والتلفزيونية، كما تشمل الملكية الصناعية والتي تضم العلامات التجارية والبيانات الجغرافية وبراءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية[2].
  •  اما عبد الوهاب فانه يعرف الملكية الفكرية بتعريف مشابه تماما لتعريف المنظمة العالمية للملكية الفكرية حيث اشار أيضا بانها عبارة عن نتاج ابداع وتميز لعقل الانسان، بمختلف أنواع هذا الابداع ان كان ادبيا كحق المؤلف والحقوق المجاورة له وما يتبعهما من تصنيفات، او كان ملكية صناعية بمختلف أنواعها من اختراعات وعلامات تجارية وغيرها (عبد الوهاب، 2013، صفحه 4،5).
  • ويعرف القاضي حتة الملكية الفكرية على انها منتجات معنوية او فكرية، حيث ان الأصل في تعريفها هو حقوق الطبع أو النشر، وما يتبعها من حقوق مجاورة كحق البث والاداء، والهدف من هذه الحقوق تقدم المعرفة عن طريق اتاحة تقديم المعلومات ، والجوهر من هذه الحماية هو أنها تعطي للشخص حقًّا لحماية ما ابدعه، والتصرف به كما يريد، مانعا غيره من استخدام هذه الحق الا بإذنه وموافقته، ويكون دور الدولة إيجاد طريقة حماية هذا الحق، فتسن القوانين لمعاقبة المعتدي على الحق اثناء حياة صاحبه او بعد موته بعدة سنوات حسب نوع هذا الحق، ولا تقتصر حماية الحق على مالكه فقط، وانما على المستهلك ايضا كحمايته من الغش والخداع ، وتعتبر هذه الحماية من مرتكزات تنمية اقتصاد دول العالم، والوصول الى مصافي الدول المتقدمة (حتة، 2008، صفحة 2).
  • ويتَّضِحُ من تعريف الغامدي بأنَّ الملكية الفكرية ليست مجرد حقوق مجردة وانما هي حقوق فكرية معنوية تم إقرارها واثباتها، وقد ظهرت هذه الحقوق في عصور حديثة نسبيا نتيجة التقدم الكبير الحاصل في الحياة من عدة نواحي اقتصادية واجتماعية وثقافية، وقد تم إقرار قوانين لهذه الحقوق في جميع الأنظمة الحديثة، حيث اعتبرت هذه النظم ان هنالك سلطة قانونية تمنح للأفراد بموجب هذه الحقوق بشكل معنوي، لكن بعض رجال القانون صنف هذه الحقوق على انها نوع مستقل من أنواع الحقوق؛ فهي تتميز بصفات خاصة غير الحقوق الشخصية والعينية الواردة في التشريعات والقوانين الاخرى، ولكون صفتها معنوية وغير مادية او ملموسة (الغامدي، 2007، صفحه 26).
  • ويعرف علوي الملكية الفكرية على انها انتاج ذو خصائص فكرية وليست مادية، فنجد ان هنالك صعوبة كبيرة في حماية هذا الإنتاج المعنوي، ومثال عليها حقوق الطبع والنشر وما الى ذلك من حقوق الإنتاج التلفزيوني والإذاعة، فالهدف من هذه الحقوق التقدم بمعلومات من اجل تقدم المعرفة (علوي، ،2009، صفحة 89).
  • وقد ورد في تعريف شيخه للملكية الفكرية انها ابداع لعقل الانسان نتج عنها الاختراعات واعمال فنية وادبية وغيرها من الابداعات يمكن استخدامها في التجارة، كما يمكن اضافة برامج الحاسوب والتوزيعات الموسيقية المكتوبة وتركيبات الادوية الكيميائية الى هذه الابداعات التي تشملها الملكية الفكرية، حيث ان هذه الحقوق معترف بها في المادة 27 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان حيث نصت على ان لكل فرد الحق بالاستفادة من حماية المصالح المادية والأدبية المترتبة على انتاجه العلمي او الفني او الادبي (شيخة، 2007، صفحة 9،10).

ومما سبق ذكره من تعاريف عديدة ومختلفة للملكية الفكرية فإننا نلاحظ ان هنالك عدة نقاط رئيسية في تعريف الملكية الفكرية لدى معظم الكتاب والباحثين السابقين وهي:

  1. الملكية الفكرية مرتبطة بإبداع وابتكار واختراع وتميز، وليست مجرد افكار عادية، أي انها جاءت بشيء جديد متميز لم يكن موجودا في اغلب الاحيان، او طورت فكرة سابقة بأسلوب جديد.
  2. الملكية الفكرية ذات طبيعة معنوية فكرية، حتى لو تحولت هذه الفكرة لاحقا لشيء مادي.
  3. تعطي الملكية الفكرية حقا لصاحبها للانتفاع بفكرته ماديا ومعنويا.
  4. الحقوق المادية للملكية الفكرية مرتبطة بمدة زمنية محددة بعدة سنوات وان طالت، وغير مفتوحة الى ما لا نهاية، الا في بعض الأحيان فإنها تجدد تلقائيا كالعلامات التجارية.
  5. حماية الملكية الفكرة تعتبر حق من حقوق الانسان تحتاج الى منظمات وحكومات وهيئات لتقوم بحمايتها ولا يستطيع الفرد بذاته حمايتها.

ومن خلال هذه الملاحظات يمكن تعريف الملكية الفكرية على أنها نتاج فكرة ابداعية متميزة للعقل البشري يمكن تحويلها الى منتوج مادي ومعنوي، وتكون ملكا لصاحبها يستطيع الاستفادة منها ماديا لعدة سنوات، وتبقى الاستفادة الأدبية الى ما لا نهاية كحقه في نسبها اليه، وهي حق من حقوقه، واجب حمايته عن طريق القوانين والانظمة المطبقة.

نشأة وتاريخ وتطور الملكية الفكرية

لقد مرت الملكية الفكرية منذ نشأتها بعدة مراحل، وتطورت باستمرار الى ان وصلت الى صورتها الحالية، وقد ظهر جليا بان تطور الملكية الفكرية كان يسير ببطء عبر العقود الماضية، الى ان بدأت حقبة التسعينات من القرن الماضي، حيث تميزت هذه الحقبة بتطور التكنولوجيا وخاصة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكان ذلك سببا في سرعة تطور الملكية الفكرية.

ان اول ظهور للملكية الفكرية حسب الاعتقاد الشائع كان مرتبطا باختراع الاحرف المطبعية والالة الطابعة في العام 1440على يد المخترع يوهانس جوتنبيرج، هذا الاختراع الذي ساهم في انتشار الكتب والمؤلفات المطبوعة بشكل كبير، وأصبح من السهل على الناس نشر الكتب ان كانت من تأليفهم او تأليف غيرهم، مما جعل الكثير من المؤلفين يفكرون بطريقة تحمي حقوقهم من الضياع وتمكنهم من الاستفادة المادية منها، فكانت فكرة حقوق المؤلف بمعناها المحدود (ادريس، 2003، صفحة 3).

ثم بدأ نظام الملكية الفكرية الدولي يترعرع عبر عدة محطات كان من اهمها اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية عام 1883 واتفاقية بيرن لحماية المصنفات الادبية والفنية في عام 1886(ادريس، 2003، صفحة 3).

ثم جاءت اتفاقية جنيف عام 1952 لحماية حقوق المؤلف، حيث طورت من الاتفاقيات السابقة، وحددت مدة الملكية الفكرية لحقوق المؤلف بخمسة وعشرين عاما بعد وفاة صاحبها (فؤاد، 2010، صفحة 1193)، وفي العام 1961، جاءت اتفاقية روما لحماية فناني الاداء ومنتجي التسجيلات الصوتية، والتي عرفت لاحقا بالحقوق المجاورة (عبد الوهاب، 2013، صفحة 6).

في العام 1970 كانت اهم محطات الملكية الفكرية، حيث تم انشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، من اجل وضع وتطوير تشريعات الملكية الفكرية حول العالم (شيخه، 2007، صفحة 21).

ومن اهم المحطات ايضا اتفاقية جوانب حقوق الملكية الفكرية ذات العلاقة بالتجارة الدولية (TRIPS)، (GianCarlo,2004).

واخيرا فقد اصبحت الملكية الفكرية في وقتنا الحاضر من اهم مفردات عصرنا الحديث، وأصبح العالم ابتداء من عام 2000 يحتفل في 26 نيسان من كل عام باليوم العالمي للملكية الفكرية، وهذا التاريخ تحديدا هو تاريخ دخول اتفاقية الويبو حيز النفاذ في عام 1970.[3]

أنواع الملكية الفكرية

كما تحدثنا سابقا فإن الملكية الفكرية مفهوم شامل للعديد من اشكال الابداع الفكري للإنسان في شتى المجالات، فكل فكرة ابداعية يمكن اعتبارها شكلا من اشكال الملكية الفكرية، إذا ما استطاع صاحب هذه الفكرة تحويلها الى فائدة مادية او اجتماعية يمكن حمايتها. لقد تطورت عبر العصور الكثير من اشكال الملكية الفكرية، وذلك تبعا لتطور العلوم وعمليات البحث والتطوير والابتكار.

تقسم الملكية الفكرية عالميا كما في الشكل التالي (كما نصت اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (TRIPS)):

رسم توضيحي1: اقسام الملكية الفكرية [4]

حيث يظهر من الشكل اعلاه بان الملكية الفكرية تنقسم الى قسمين رئيسيين وهما:

  1. الملكية الفكرية الفنية والادبية: وهي كل عمل في المجال الادبي والعلمي والفني أيا كانت طريقة التعبير عنه او شكلها وكيفما كانت طريقة تقييمه أو الغرض المراد منه، حيث يعتبر هذا العمل ملكا لمؤلفه (شلبي، 2010، صفحة 4)، ويتفرع الى فرعين:
    • حقوق المؤلف: حيث يعتبر هذا الحق وسيلة رئيسية لحماية المؤلفين والمبدعين، ويمكن اعتباره حق من نوع خاص يحوي شقين معنوي ادبي ومادي، فكما للمؤلف حقوقا ادبية يجب حمايتها والمحافظة عليها، فان له ايضا حق في استغلال انتاجه الفكري ماديا والاستفادة منه حسب ما نصت عليه اتفاقية بيرن لحماية المصنفات الادبية والفنية المبرمة عام 1886، والتي تعتبر كما أشرنا سابقا نواة حماية الملكية الادبية وحقوق المؤلف (حسن، 2009، صفحة 3).
    • الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف: هي الحقوق المجاورة لحق المؤلف وهي عبارة عن حقوق فناني الأداء من ممثلين وموسيقيين في أدائهم، وحقوق منتجي التسجيلات الصوتية كتسجيلات الأشرطة والأقراص المدمجة في تسجيلاتهم، وحقوق هيئات الاذاعة في برامجها الاذاعية والتلفزيونية (صبح، 2011، صفحة 3).
  2. الملكية الفكرية الصناعية: وهو المصطلح العام لكل انواع الملكية الفكرية التي يوجد لها تطبيق صناعي كالاختراعات والرسوم والنماذج الصناعية، والعلامات التجارية، والبيانات الجغرافية، ويمكن ان تكون الملكية الفكرية الصناعية ذات طبيعة تقنية او تجارية، حيث تشمل الاولى براءات الاختراع او النماذج الصناعية، بينما تشمل الثانية ما يمكن تحويله الى ممتلكات تجارية كالعلامات التجارية، والبيانات الجغرافية والأسرار التجارية (خوري، 2005، صفحة 12).

ولقد قسمت اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (TRIPS) الملكية الصناعية الى عدة انواع، وها هي أبرز تعريفاتها:

  • أ- براءات الاختراع: وهي تعتبر كاتفاق بين المخترع والدولة بحيث تمنع الأخيرة أي شخص او مؤسسة من صنع او بيع او عرض او استعمال الاختراع المراد حمايته داخل حدود الدولة الحامية وخارجها، وبذلك أصبح للمخترع حق الاستئثار باختراعه لمدة زمنية محددة، بشرط ان يقوم بكشف كافة المعلومات والاسرار اللازمة عن براءة الاختراع، وتعتبر حماية براءة الاختراع حافزا للمبدع لتشجيعه على الاختراع والابتكار حيث أصبح ضامنا حماية حقه الاستئثاري من اختراعه (خوري، 2005، صفحة 12)، وقد اتفق بان المدة الزمنية التي كفلها القانون لحماية حق الاختراع هي عشرون سنة (شلش، 2007، صفحة 20).
  • ب‌- التصاميم الصناعية: وهي كل ترتيب مميز للخطوط وكل شكل مجسم بألوان او بغير ألوان إذا كان له مظهر جاد مميز عن غيره، ويمكن استخدامه صناعيا، كما ان التصميمات الصناعية يمكن ان تتكون من عناصر مجسمة او ثلاثية الابعاد كشكل السلعة، او عناصر ثنائية الابعاد كالرسوم والخطوط، ونجد ذلك ممثلا بالملابس والاحذية وهياكل السيارات وبعض الزخارف والاواني وما شابه ذلك، ومثال الرسوم التي تشملها التصميمات الصناعية النقوش الخاصة بالنسيج والسجاد والجلد وورق الجدران (شلش، 2007، صفحة 24).
  • ت- المؤشرات الجغرافية: وهي بيانات جغرافية توضع على السلع ذات منشأ جغرافي محدد وصفات أو شهرة أو خصائص يمكن نسبها أساساً إلى ذلك المنشأ، حيث يمكن ان تكون إشارات او رموز او أسماء محددة، حيث تضم هذه الاسماء اسم مكان منشأ السلع [5]
  • ث‌- العلامات التجارية: وهي العلامة التي تستطيع من خلالها التعرف على مصدر خدمة معينة او منتج خاص، حيث يمكن ان تكون هذه العلامة شكل او صورة او حرف او كلمة بشكل مميز، بحيث يمكن ان يكون الشكل ثلاثي او ثنائي الابعاد، او رائحة معينة، ويمكن الخلط بين هذه الاشكال، ويشترط في ذلك ان تكون العلامة مميزة (خوري، 2005، صفحة 18).
  • ج‌- حماية المعلومات السرية : حيث تفسر على انها اسرار تجارية ذات ميزة تنافسية لمالكها ، حيث تشمل اسرارا تجارية او تصنيعية، ويعتبر استغلالها من قبل غير مالكها انتهاك لحقوق الملكية الفكرية، وبشكل اكثر تفصيلا فان بعض الاسرار للاختراعات لا تستوفي شروط براءة الاختراع، وعند إذ يلجأ صاحبها الى حماية اسراره عن طريق تسجيلها كمعلومات سرية مثل قوائم المستهلكين السرية او طريقة صنع شيء ما، ويشترط لحماية المعلومات السرية كملكية فكرية بعض الشروط، كان تكون سرية غير معروفة للعموم، وان تكون ذات قيمة تجارية، وان يقوم صاحب هذه المعلومات قد قام باتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على معلوماته (حجازي، ب.ت، صفحة 13،14).
  • ح- التصميمات التخطيطية للدوائر المتكاملة: حيث تعرف على انها ترتيب معين ثلاثي الابعاد للعناصر، يشترط فيه ان يكون هنالك عنصر نشط واحد على الأقل، ويمكن اعتباره الترتيب الثلاثي الابعاد المعد لدائرة متكاملة من اجل تصنيع شيء ما، حيث انها تعتبر ثمرة جهد بذله مبتكرها، مثل دائرة التلفزيون او الراديو او اللوحة الرئيسية في الحاسوب، وهذه الحماية لهذه الدوائر محددة بفترة عشرة سنوات تبدأ منذ تقديم طلب الحماية وفي أي مكان في العالم (حسن، 2009، صفحة 7).
  • خ- مكافحة الممارسات غير التنافسية في التراخيص التعاقدية: حيث تعتبر البلدان الاعضاء ان لبعض ممارسات وشروط منح التراخيص للغير فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية المقيدة للمنافسة بعض الآثار على التجارة، حيث ان اغلب هذه الاثار هي اثار سلبية قد تعرقل نقل التكنولوجيا او نشرها ولذلك يجب مراقبة هذه الممارسات والحد منها[6]، أي انه وبمعنى اخر تلتزم الدول الاعضاء لرعاياها ورعايا الدول الاخرى الحماية ضد المنافسة غير المشروعة.

المراجع

  • [1] الإدارة البريطانية للتنمية الدولية، دمج حقوق الملكية الفكرية في سياسات التنمية،2003.
  • [2] المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) بحث عما هي الملكية الفكرية (2014)
  • [3]. المنظمة العالمية للملكية الفكرية. معلومات عامة.
  • www.wipo.int [4] .  هذا التقسيم كما ورد في اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (TRIPS).
  • [5] المنظمة العالمية للملكية الفكرية. معلومات عامة. 
  • www.wipo.int [6] . اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (TRIPS)، المادة 40، صفحة 27.
  • حسن، ياسر محمد: الملكية الفكرية واقتصاد المعلومات والمعرفة دراسة تأصيلية، مركز اتحاد الحامين العرب للتحكيم، كلية الحقوق جامعة المنصورة، مصر. 2009.
  • حجازي، محمد: الملكية الفكرية في مجتمع المعلومات، المركز المصري للملكية الفكرية وتكنولوجيا المعلومات، مصر، ب.ت
  • خوري، امير: اساسيات الملكية الفكرية: الكتاب الاساسي للجميع، مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية للولايات المتحدة، 2005.
  • الشلش، محمد: حقوق الملكيةالفكرية بين الفقه والقانون، مجلة جامعة النجاح للعلوم الإنسانية، المجلد 21، العدد 3، نابلس: مكتبة جامعة النجاح ،2007/ صفحة 767-804.
  • صبح، نداء: الملكية الفكرية أسئلة واجوبة، دائرة حق المؤلف، وزارة الثقافة الفلسطينية، 2011.
  • شلبي، الهام: دليل حقوق الملكية الفكرية “معيار المصداقية والاخلاقيات”، وحدة ضمان الجودة) كلية التربية الرياضية للبنات، جامعة حلوان، مصر، 2010.
  • Moschini, GianCarlo, Intellectual Property Rights and the World Trade Organization: Retrospect and Prospects, Edward Elgar Publishing, 2004
  • عبد الوهاب، احمد: الضرر الاقتصادي الناتج من التعدي على الملكية الفكرية، دراسة حالة للملكية الفكرية والادبية، المركز المصري لدراسات السياسات العامة. 2013.
  • ادريس، كامل: الملكية الفكرية اداة فعالة في التنمية الاقتصادية، المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) .2003.
  • حتة، محمد: مدخل لدراسة حقوق الملكية الفكرية في العصر الرقمي، 2009.
  • شيخة، ليلى: اتفاقية حقوق الملكية الفكرية ذات العلاقة بالتجارة الدولية وإشكالية نقل التكنولوجيا الى الدول النامية – دراسة حالة الصين، (رسالة ماجستير منشورة)، جامعة الحاج لخضر، الجزائر. 2007.
  • علوي، هند: حماية الخصوصية والملكية الفكرية في البيئة الرقمية من خلال منظور الاساتذة الجامعيين: اساتذة جامعة منتوري نموذجا، جامعة تبسة، الجزائر، رسالة المكتبة، المجلد 44، العددان الاول والثاني، 2009.
  • الغامدي، ناصر بن محمد: حماية الملكية الفكرية في الفقه الإسلامي والآثار الاقتصادية المترتِّبة عليها، جامعة ام القرى، مكة المكرمة، السعودية، الطبعة التمهيدية – دار ابن الجوزي بالدمام 2007.
  • المعجم الوسيط،  مجمع اللغة العربية بالقاهرة، الطبعة الثالثة، 1998.
  • الملكية الفكرية، مصعب أبوصلاج. بحث ماجستير، 2016

Loading

اترك تعليقاً