لماذا لا يوجد ناطحات سحاب في واشنطن العاصمة

بُلدان ومدن لا توجد تعليقات

تختلف مدينة واشنطن دي سي الواقعة في مقاطعة كولومبيا ديستريكت عن مثيلاتها من المدن الأمريكية حيث أن طرازها المعماري يميل للطراز الفرنسي حيث أن مصمم المدينة هو المعماري الفرنسي بيير شارل لانفان الذي عينه جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة ليصمم المدينة. واختار المصمم تلة كابيتول لتكون مركزاً لواشنطن العاصمة حيث بُني عليها مقر الكونغريس وهو يمثل المقر الرئيسي للسلطة التشريعية الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية.

مبنى الكابيتول يتوسط العاصمة واشنطن

قانون ارتفاع المباني لعام 1910

كان قانون ارتفاع المباني لعام 1910 بمثابة قانون صادر عن الكونغرس، حيث أقره الكونغرس الأمريكي الحادي والستين في 1 يونيو 1910 للحد من ارتفاع المباني في مقاطعة كولومبيا، وذلك تعديلاً لقانون ارتفاع المباني الصادر في العام 1899. كان قانون تقييد الارتفاع الجديد أكثر شمولاً من القانون السابق، وعمومًا يقيد ارتفاعات المباني على طول الشوارع السكنية بـ 27 متراً، وعلى طول الممرات التجارية إلى عرض يمين الطريق أو الطريق الذي عليه واجهات مبنى، أو بحد أقصى 40 متراً ، أيهما أقصر.

خلفية

استجابةً لبناء فندق القاهرة الذي يبلغ ارتفاعه 50 متراً في عام 1894، أصدر مفوضوا العاصمة لوائح ارتفاع المباني، مما حد من ارتفاعها إلى 27 متراً للمباني السكنية و 34 متراً أو لعرض الشارع الواقع أمام المبنى، أيهما أصغر. أزال قانون ارتفاع المباني الأصلي، الذي أقره الكونغرس في عام 1899، قيود الشوارع الأمامية، لكنه أعاد التأكيد على قصر المباني ليصل إلى 27 متراً في الشوارع السكنية و34 متراً في شوارع الأعمال. كما أنه استثناء للمباني في الشوارع التجارية بعرض49 متراً، والتي سُمح بارتفاعها إلى 40 متراً.

وصف القانون

تم تعديل قانون 1899 في عام 1910 بإنشاء الفصل 6 ، الفصل الفرعي 1 ، القسم 5. أضاف القسم 5 قيودًا على أن ارتفاع أي مبنى سيقتصر على عرض الشارع المجاور بالإضافة إلى 6.1 متراً بحد أقصى 27 متراً في الشوارع السكنية، و40 متراً في الشوارع التجارية، و49 متراً على جزء صغير من الجانب الشمالي من شارع بنسلفانيا بين الشارعين الأول والخامس عشر شمال غرب المقابل للمثلث الفيدرالي.

تم تعديل القانون ثماني مرات منذ ذلك الحين، منها خمسة تعديلات جعلت استثناءات لمباني معينة: كنيسة القديس ماثيوز في ديسمبر 1930، وفندق هارينغتون في يونيو 914 ، ومبنى نادي الصحافة الوطني في أبريل 926 ، والمعبد الماسوني في أبريل 1930، وأخيرًا مستشفى جامعة جورج تاون في مارس 1945. يتضمن التعديلين الآخرين رفع الحد الأقصى للارتفاع في الشوارع السكنية بمقدار 1.5 متر إضافية، والسماح للمباني السكنية بثمانية طوابق بدلاً من عشرة.

أسباب عدم ارتفاع المباني في العاصمة واشنطن

سبب تاريخي ثقافي:

تم فرض قواعد لتقييد الارتفاع في العاصمة عند التخطيط المعماري للمدينة بحيث يستطيع جميع سكان العاصمة رؤية الكابيتول بوضوح من أي مكان في العاصمة وذلك انسجاماً مع الثقافة الديمقراطية التي نشأت عليها الدولة الناشئه تجسيداً لكون الكابيتول هو مقر مجلس النواب المنتخب من الشعب الأمريكي. وبهذا أصبحت تلة الكابيتول (مجمع الكابيتول هيل) مهيمنةً دائمًا على جميع المباني الأخرى من حيث الارتفاعات الهيكلية داخل المنطقة.

هناك رواية يحدثها المرشدون السياحيون في واشنطن للزوار أن السبب الحقيقي وراء بقاء الكابيتول أعلى مكان في واشنطن هو أنه وحين يتم عقد اجتماع للنواب يتم رفع العلم على التله وحين ينتهي الاجتماع يتم تنكيس العلم. السبب وراء رفع وتنكيس العلم هو أنَّ أعضاء الكونغرس وهم من الذكور حينها، كانوا يذهبون لعشيقاتهم ويخبرون زوجاتهم أنهم ذاهبون لاجتماع في الكونغرس. وحين اشتكت الزوجات للرئيس الأمريكي طلب من الكونغرس رفع العلم حين الاجتماع وتنكيسه بعد انهاء الاجتماع، وكان لا بد أن يستطيع كافة السكان في كافة الضواحي من رؤية العلم وذلك لمراقبة الأزواج.

سبب أمني:

منذ أحداث 9-11 وسقوط البرجين التوأمين في مدينة نيويورك، تعتبر المباني الشاهقة في أي مكان في أمريكا أهدافًا سهلة. وبسبب ذلك تم تعزيز قانون التخطيط، الذي يُقيد بالفعل من ارتفاعات المباني داخل العاصمة، مع مراعاة اعتبارات السلامة العامة والأمن القومي. ما لم يكن نصبًا أو هيكلًا استثنائيًا جدًا أو هيكلًا معتمدًا من قبل لجنة تخطيط الكابيتول المحلية.

مازال يدور الجدل حول جدوى وجود قانون يحد ارتفاع المباني في مقاطعة كولومبيا بعيداً عن وسط العاصمة واشنطن وذلك بسبب النقص في المباني السكنية وارتفاع قيمة الإيجارات والعقارات بحيث يُجهد من يريد أن يسكن في العاصمة ويحد من نموها التجاري والاقتصادي.

المراجع

Loading

اترك تعليقاً