كيف فاز جورج دبليو بوش في انتخابات العام 2000

ثقافة لا توجد تعليقات

كانت السنوات الثماني من إدارة بيل كلينتون ونائبه آلجور (1992-2000) فترة مميزة من ناحية الاستقرار الاقتصادي، والنمو، وانخفاض نسبة البطالة وانحسار معدل التضخم في اقتصاد الولايات المتحدة، إلى جانب السلام الداخلي، وما عرفته الولايات المتحدة الأمريكية من قوة لا يمكن تحديها على الصعيد العالمي مع انحسار الاقتصاد والهيمنة الروسية. وفي ظل هذه المُعتياط، كان متوقعاً أن يحقق نائب الرئيس آل جور فوزاً حاسماً على جورج بوش الإبن، ولكن في الواقع لم يتمكن جور حتى من تحقيق تقدم مقنع على بوش طوال فترة الحملة الانتخابية. وفي النهاية، كان بوش الإبن قاب قوسين أو أدنى من توجيه ضربة قاصمة إلى جور، وقد فعل ذلك. يبقى السؤال لماذا لم يعط الناخبون تقدماً حاسماً لجور على بوش رغم ما شهدته البلاد من زخم اقتصادي وغياب شبه كامل للبطالة، وازدهار عام؟

البابا بينيدكت مع جالبابا بينيدكت مع جورج بوش الإبنورج بوش الإبن

الجواب على هذا السؤال يكمن في الخريطة الايديولوجية الجديدة للولايات المتحدة. فقد استحوذ جورج بوش الإبن على معظم الجنوب الذي يشكل حزام الكتاب المقدس في البلاد، ومركز الإنجيلية (البروتوستانتية الأصولية). فالجنوب هو أرض الأصولية المسيحية المركزية. ومن المثير للدهشة أن يُهزم جور في مسقط رأسه، في ولاية تينيسي، ربما كان السبب معاناة هذه الولاية من الركود الاقتصادي رغم تحسن الاقتصاد الأمريكي في عهد كلينتون – جور. أيضاً قضية مونيكا لوينسكي في تلك الفترة آذت كثيراً جور فهو رفيق كلينتون لثمانية أعوام، كما كانت هناك مزاعم بأن كلينتون أقام قبل ذلك علاقة مع حاكمة أركانساس جينفر فلاور. هذا بالإضافة إلى مزاعم أخرى بتورط كلينتون بفضائح مالية عرفت بعد ذلك بـ “قضية وايت ووتر”. فتفاقمت كل هذه الاتهامات لتدفع بالإنجيليين المتمسكين بالقيم الدينية والأخلاقية إلى التصويت لجورج بوش الابن، ومعظم هؤلاء الناخبين كانوا متمركزين فى الجنوب وامتداداته. وفى نهاية الأمر، شكل حزام الكتاب المقدس (أي ناخبو الجنوب وامتداداته)” بنك أصوات قوي مؤيد لبوش في الانتخابات الرئاسية عام 2000، وأسس نفسه كمركز قوة سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالرغم من هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 والتعثر الاقتصادي والحروب التي خاضها بوش الابن إلا أنه تمكن من النجاح في انتخابات 2004. ففي الانتخابات الرئاسية عام 2004 كرر الإنجيليون المشهد نفسه، موجهين رسالة قوية إلى السياسيين مفادها أنهم إذا لم يحترموا آرائهم فإنهم لن يصلوا إلى أي مكان.

وفق مسح أجري خلال انتخابات عام 2000، فإن 56 % من البروتستانت صوّتوا لبوش، فيما صوّت 42 % فقط لجور.

ووفقاً لموقع الكلية الانتخابية على الشبكة الإلكترونية، فقد بلغ إجمالي عدد الناخبين في انتخابات عام 2004 الرئاسية و12228493 ناخباً، ذهبت أصوات 62,039,073 منهم أي 50.7% إلى جورج دبليو بوش، في حين حصل جون كيري على 59,027,478 صوتاً أي 48.3%، وحصل رالف نادر Ralph Nader وغيره على 1157.759 صوتاً أي ما نسبته 1 % من الأصوات. وحصل جورج دبليو بوش على 286 صوتاً انتخابياً في حين حصل جون كيري على 25 صوتاً انتخابياً، وذهب صوت من ولاية مينيسوتا إلى جون إدواردز John Edwards الذي نافس كيري على الترشح لمنصب الرئاسة داخل الحزب الديمقراطي، ثم اختاره كيري بعد ذلك مرشحاً لمنصب نائب الرئيس”.

وكشف تحليل لعملية التصويت، مبني على خصائص الناخب عُمق الدعم الذي قدمه الأصوليون المسيحيون لبوش، حيث كشف ما يلي”: أعطى من يرتادون الكنيسة مرة واحدة في الأسبوع، 58 % من أصواتهم لجورج بوش و41 % لكيري: أعطى من يعتبرون القيم الأخلاقية العامل الأكثر أهمية 79 % من أصواتهم لبوش و18 % لكيري، فيما أعطى الذين يعتبرون الحرب على الإرهاب العامل الأكثر أهمية 86 % من أصواتهم لبوش، و 14 % لكيري.

المراجع

Loading

اترك تعليقاً